لكل السوريين

اللعب فوق الطاولة

فهد الخلف

لسنوات، ودولنا باتت أشبه بالملعب للمصالح الغربية، والأمريكية والدول الرأسمالية؛ فماذا لو أن دول الشرق الأوسط، والوطن العربي توحدت في وجه هذا العدو السياسي الذي يوجههم، والذي ينهب خيراتهم دون الشعور بالطريق الذي يأخذهم الى الهاوية.

لم يعد خفياً على أحد ما نشاهده اليوم فإن اللعب أصبح فوق الطاولة ليس تحتها كما تعودنا عليه في السابق فبات من المفترض علينا كشعوب شرق أوسطية الوقوف في وجه الرأسمالية التي تلعب بنا، وتديرنا كما تشاء.

فأصبح من السهل السيطرة على الفكر الأوسطي من خلال سلبنا ثقافتنا، والاستفادة منها، ومنعنا من استخدامها بالشكل الصحيح خشية الانقلاب على الثقافات التي يباثوها عبر إعلامهم المرئي، والمسموع منذ سنوات.

وأنهم اليوم وصل بهم الأمر إلى أن يعينون الرؤساء العرب، وكأنما يلعبون بحجر شطرنج بعد أن استطاعوا قتل الذين وقفو في وجههم، واعتمدوا تنصيب الرؤساء الذين ينتمون الى الرأسمالية العصرية “الحديثة” الذين لا يهتمون بأكثر من مصالحهم الشخصية، ولا يكترثون لشعوبهم طرفة عين.

ومن هنا تدور آلاف الأسئلة ماذا لو توحدت شعوب الشرق الأوسط بكافة مكوناتها بوجه هذا العدو الجائر الذي يسفك دمهم، ويبيعهم أسلحتها ليقتلوا بعضهم البعض، ومن ثم يدخل بثوب الرجل المنقذ بعد أن تنهار قوة الطرفين، وتكون الفتنة قد أخذت دورها الفعال اللا متناهي.

حيث أنه أصبح أكبر همنا هو لقمة العيش، ولا وقت لدينا للاطلاع على الحقائق التي تدور حولنا، بالمقابل هم ينعمون بما سلبوه من ثقافتنا “ثقافة الآباء، والأجداد”، التي لطالما سخروا منها محاولين تشتيتها بشتى الوسائل.

ومع كل هذه الأزمات، والمعضلات، ولازلنا نتزاحم حول صناديق الانتخابات التي هي مجرد مسرحية تدار كل فترة، ولا يوجد شيء جديد فالنتيجة ذاتها فقط توضع صور جديدة غير السابقة، وتبقى الشخصية المنتخبة نفسها.

والمشكلة الكبرى في ظل هذه المعضلات أننا عندما نسمع أحد ينصحنا، ويعضنا نأخذ الأمر بسخرية، وكأن الأمر لا يعنينا، ويعني شعب غيرنا، ويعود هذا لما رسموه في أذهاننا بأننا نحن أشبه بالحيوانات، ولولاهم لكنا اليوم نعيش العصر الحجري.

وما يزيد الأمر سوءًا هو أننا نوقع الأجيال التي تلينا بالحفرة ذاتها التي وقعنا بها، وأننا بصمتنا هذا نقنعهم بأننا نمضي في الطريق الصحيح لا سيما، وأن الثقافات الأوربية بتنا نمارسها بحياتنا اليومية دون الشعوب بالخطء الذي نرتكبه.

وفي ظل انشغال العالم بمرض كورونا المستجد؛ فعلينا اليوم قلب الطاولة على رأس من وضعها، ومن صنعها فدون هذا الحل سنكمل بقية حياتنا كما بدأناها تحت رحمة الرأسمالية، وعبيداً لها آخذين معنا مئات الأجيال.