لكل السوريين

معلومات حصرية لـ”السوري”: شهود عيان يؤكدون تورط مسيّرة في إشعال حرائق اللاذقية

يوسف علي

حصلت صحيفة “السوري” على معلومات حصرية من شهود عيان في ريف اللاذقية الشمالي تشير إلى أن اندلاع الحرائق التي تلتهم مساحات واسعة من غابات الساحل السوري قد يكون بفعل فاعل، وذلك عبر طائرة مسيّرة (درون) ألقت مادة مشتعلة أدت إلى نشوب النيران في منطقة التفاحية.

وفي حديث خاص للصحيفة، قال “أبو خالد”، أحد سكان جبل التركمان، إنه شاهد طائرة مسيّرة تفرغ ما وصفه بأنه “قارورة بلاستيكية مزودة بصاعق”، ما تسبب باشتعال النيران على الفور في غابات قرية التفاحية. وأضاف أن ما شاهده وقع حينما كان يعمل في أرضه الزراعية المحاذية لمنزله.

تأتي هذه الشهادات في ظل دخول حرائق اللاذقية يومها الرابع وسط أوصاف رسمية وشعبية للمشهد بـ”الكارثة المتفاقمة”، حيث لا تزال النيران تهدد محمية الفرلق الطبيعية وعدداً من القرى المحيطة، رغم الجهود المبذولة لاحتوائها.

ووفقاً لوزارة الطوارئ في الحكومة السورية الانتقالية، فإن الحرائق التهمت حتى الآن مساحات شاسعة من الغابات الحراجية والمناطق الزراعية وبعض المناطق السكنية في ريف اللاذقية الشمالي.

وتواجه فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في احتواء النيران، بسبب الرياح العاتية التي تصل سرعتها إلى 25 كم/ساعة، وتنقل الشرر لمسافات قد تتجاوز 20 كم، بالإضافة إلى تضاريس الجبال الوعرة، التي تعيق وصول آليات الإطفاء إلى بعض البؤر النارية، فضلاً عن انتشار مخلفات الحرب من ألغام وذخائر غير منفجرة، ما يشكل خطراً إضافياً على فرق الإنقاذ.

ومن بين الأضرار الكبيرة، تدمير محطة كهرباء قرية البسيط، الأمر الذي عطّل مضخات المياه الحيوية في عمليات الإطفاء، ما فاقم صعوبة المواجهة الميدانية للحرائق.

وفي استجابة عاجلة، وصلت فرق الدفاع المدني الأردني صباح اليوم إلى سوريا عبر معبر نصيب، برفقة طائرتي إطفاء من نوع “بلاك هوك” مزودتين بتقنيات متطورة، وتم توجيه العمليات الأردنية نحو مناطق شمال الساحل، حيث عملت الفرق على احتواء النيران التي امتدت إلى بساتين الزيتون والمزارع المجاورة.

وفي السياق ذاته، واصلت وزارة الطوارئ التركية جهودها منذ 48 ساعة باستخدام مروحيات وطائرات متخصصة، بالإضافة إلى معدات ثقيلة وصهاريج مياه، ضمن تنسيق ميداني مباشر مع وزير الطوارئ السوري، رائد الصالح.

وأعلنت السلطات عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة وتعبئة محلية واسعة بالتعاون مع منظمات مدنية ومتطوعين، مع استدعاء أصحاب المعدات الثقيلة لفتح خطوط نارية عازلة لاحتواء امتداد النيران.

في الوقت ذاته، تم تنفيذ عمليات إخلاء عاجلة للمدنيين من عدة قرى متضررة، أبرزها زنزف، بيت حسين، بيت الوالي، الوادي، تميمي، خالدية، بركة، الحلوة، الخضرة، كشيش، الغسانية، المحمودية، بيت قنطرة، وقرية ريانة، وفق ما أكدته مديرية الطوارئ في اللاذقية. كما أصدرت فرق الدفاع المدني تحذيرات صحية مشددة لسكان شمال الساحل ومناطق جنوب إدلب ومصياف، بسبب انتشار كثيف للدخان في الأجواء.

من جهة أخرى، تم تداول بيان على الإنترنت نُسب إلى ما يُسمى “تنظيم أنصار السنة”، يعلن فيه مسؤوليته عن إشعال الحرائق بهدف تهجير سكان الساحل وتدمير الغطاء الزراعي في المنطقة. ولم يصدر أي تأكيد رسمي حول صحة هذا البيان حتى ساعة إعداد الخبر.

 

- Advertisement -

- Advertisement -