رغم أن زراعة الفستق الحلبي في سوريا تعدّ من أهم المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية والمربحة للفلاحين، إلا أن عوامل كثيرة أثرت على جني المحصول خلال الموسمين الأخيرين، لعلّ أهمها الحشرة التي فتكت بالأشجار وعدم قدرة الفلاح على مكافحتها نتيجة غلاء الأدوية والمبيد الحشري، فشكلت جميعها تحديات جسيمة، تجهد وزارة الزراعة للتخلص منها وتدعيم الأشجار بإجراءات وقائية وزراعية.
ويقول مزارعو الفستق الحلبي بمدينة مورك بريف حماة الشمالي ـ حيث تتركز زراعته، أن المحصول وافر هذا العام، وهو جيد باستثناءات قليلة نتيجة الإصابة بحشرة الكابنودس، وإهمال العديد من المزارعين لأراضيهم لعدم قدرتهم على تكاليف الوقاية والمكافحة لارتفاع أسعار الأدوية والمبيدات الحشرية.
ويبلغ عدد الأشجار المثمرة ما يزيد على 3 ملايين شجرة، متوزعة في مختلف مناطق ريف حماة الشمالي، صوران وكفر زيتا وطيبة الإمام ومورك وغيرها.
بيد أن التقديرات الأولية للإنتاج على مستوى سوريا من الممكن أن تتبين في بداية حزيران المقبل، وقد يكون إنتاج هذا العام أفضل من سابقه نتيجة الهطلات المطرية الغزيرة.
وبحسب مسؤولين في زراعة حماة، أنه في هذا العام تم وضع خطة عمل تبدأ من تشكيل لجنة رئيسية على مستوى المحافظة، ولجان فرعية على مستوى كل دائرة زراعة خارجية، وتقسيم كل دائرة إلى قطاعات بحيث يشرف على كل قطاع فنيون من الوحدات الإرشادية الموجودة في كل منطقة.
وفي هذا العام عينت الزراعة 200 عامل موسمي وتوزيعهم على دوائر زراعة صوران وكفرزيتا ومدينة حماة، لجمع حشرات الكابنودس الكاملة، وتشجيع المزارعين على تطبيق هذا الإجراء بشكل جماعي، واستهداف الحقول المهملة بشكل أساسي، نظراً لكونها بؤرة للإصابة لانعدام العمليات الزراعية اللازمة خلال العام من فلاحة وتسميد وري وغيرها.
وتستمر الحملة التي أطلقتها وزارة الزراعة لمكافحة هذه الحشرة إلى نهاية الشهر الجاري، وهي انطلقت من مناطق كفرزيتا وصوران وريف حماة والتي كانت مهملة وأصبحت بؤرة انطلاق الحشرة، وتم خلالها توزيع مطويات إرشادية للفلاحين عن الحشرة وتدريبهم على كيفية اصطيادها وخاصة أنها في فترة الذروة والنشاط والطيران.
وجمعت مديرية الزراعة أكثر من 30 ألف حشرة كابنودس في الحملة التي شاركت فيها الفعاليات الأهلية والعاملين في القطاع الزراعي، وذلك مقابل 200 ليرة لكل حشرة يتم اصطيادها تشجيعاً للأهالي على هذا العمل.