لكل السوريين

التنزيلات على الألبسة بأسواق اللاذقية بحاجة إلى تنزيلات

تقرير/ سلاف العلي

ارتفاع أسعار الملابس الشتوية إلى الضعف يدفع السوريين لانتظار موسم التنزيلات، يعتبر موسم التنزيلات السنوية فرصة للمواطنين وخاصة أصحاب الدخول المحدودة لشراء مستلزماتهم من الألبسة والأحذية وغيرها في ظل ارتفاع أسعارها في باقي الأوقات، في موسم التنزيلات اكتسحت واجهات أسواق اللاذقية وخاصة وكالات الألبسة عبارات: أسعار مغرية، تخفيضات، وبنسب متفاوتة، في الوقت الذي تشهد فيه هذه الأسواق جمودا كبيرا في حركة شراء الألبسة التي باتت أسعارها خيالية وغير مسبوقة حسبما أكد عدد من المواطنين في سوق هنانو وسوق التجار، فالجميع عبر عن استيائه من الأسعار، وعادة تسود أجواء احتفالية في أسوق اللاذقية مع بدء تنزيلات الألبسة السنوية، موسيقا وشباب راقصون على مداخل المحلات، وصبايا جميلة يدعونك للدخول والشراء، ودعايات مرتفعة الصوت تبشرك ببدء التنزيلات الكبيرة على كافة أنواع الألبسة، وتصطف السيارات الفاخرة التي يكسوها السواد أمام المحلات، ويترجل منها شباب ويستقبلهم صاحب المحل أو عماله بترحاب وتبجيل، انها تخفيضات هائلة على معظم أنواع الألبسة في الأسواق، وصلت حتى نسبة 60% من القيمة الأساسية للسعر الذي كان قبل التنزيل ، وينظر المارون من المواطنين البسطاء والموظفين بحسرة إلى ما هو موجود في الداخل من بضائع، ويتجاوزونها متجهين إلى أسواق البالة علهم يجدون ما يكسي أجسادهم وأجساد أطفالهم، ويقيهم من البرد الذي يعانون منه.

السيدة منال صاحبة محل لبيع الألبسة في سوق جبلة قالت: أن موسم التنزيلات ننتظره الناس عادة لشراء حاجاتها بأسعار مخفضة مقارنة بباقي فترات الموسم مشيرة إلى أن فترة التنزيلات تعتبر فرصة للبائع أيضا لتنشيط حركة البيع، وأن التنزيلات فرصة للتجار لتسويق البضاعة القديمة بدلا من تخزينها وذلك من خلال تخفيض الأسعار وبيعها بهامش ربح قليل، وأن إقبال المواطنين على الشراء ضعيف لأن الألبسة لم تعد من أولوياتهم بسبب صعوبة المعيشة وغلاء المواد الأساسية.

السيد ماهر صاحب عدة محال في السوق المقبي بجبلة أكد: أنه يعتمد النوعيات الشعبية من البضاعة المخصصة للطبقة المتوسطة والفقيرة ويعمد إلى تقديم عروض تخفيضات وحسميات وتخفيض هامش الربح لزيادة المبيعات.

السيد وسيم التاجر وصاحب محل للألبسة الأوربية المستعملة البالة باللاذقية قال لنا: أن الناس ترغب بشراء هذه الألبسة لأن جودتها عالية وماركاتها معروفة وأرخص من البضاعة المحلية الجديدة ولها رواد من مختلف الفئات الاجتماعية ، وبين : أن التاجر يفضل تخفيض ربحه إلى الحدود الدنيا في موسم التنزيلات لبيع البضاعة وعدم تخزينها للموسم القادم فيما تباينت آراء المتسوقين حول الأسعار حيث لفت :إلى وجود تنزيلات حقيقية على أسعار الألبسة تلائم عددا كبيرا من أصحاب الدخل المحدود لشراء احتياجاتهم منها ، والجميع ينظر الى موسم التنزيلات بسبب الظروف المادية الصعبة وغلاء الأسعار لشراء مستلزماتهم، والمواطنون يفضلون اللجوء للبالة، باعتبارها الملاذ الأخير إلا أنها هذا العام أيضا ارتفعت أسعارها بشكل كبير، لكن الإقبال جيد مقارنة بالموسم الماضي, وبين  أن سعر القطع يتحدد حسب جودتها وفي نهاية الموسم يتم تصفية القطع من خلال الإعلان عن تنزيلات.

لكن السيدة ازدهار المتسوقة ابدت إعجابها بالبضاعة والأسعار المنخفضة نسبيا رغم أنها لا تزال تفوق القدرة الشرائية للكثير من العائلات ولا سيما من لديه أسرة كبيرة نسبيا، وقالت: سمعت عن إجراء بعض المحال تنزيلات على بعض القطع ولكن فوجئت بأن الأسعار وهمية والبضائع مع التنزيلات تحتاج الى تنزيلات، فمنذ متى لدينا هذه الأسعار الخيالية معتبرة قصة التنزيلات أكذوبة لبعض المحال وتلاعبا بأسعار السلع لتبدو وكأنها خفضت وهي عكس ذلك في الواقع، الأسعار ارتفعت ثلاثة  من الواضح أن الوكالات أصبحت لأشخاص من طبقات معينة ، أين الرقابة؟ ومن المسؤول عن هذا الارتفاع؟ أمل أن يكون هناك حل لطمع التجار الجائر.

السيدة حنان قالت: انها تنتظر موسم التنزيلات كل عام لتشتري لأولادها الثلاثة وتحتفظ بما اشترته للعام القادم، لكن الوضع غير طبيعي وكذلك الشراء حاليا صعب ويجب علينا الانتظار حتى نهاية الموسم ووصول التنزيلات إلى ٧٠ بالمئة لعلها تكون أفضل من الآن، أن التنزيلات لا تزال بحاجة لتنزيلات هذا الموسم وهي وهمية لأبعد الحدود إلا إذا ما خفضت بشكل كبير وهو أمر غير ممكن، يكاد المواطن يشعر بالغبن عند نزوله إلى الأسواق لاستغلال موسم التنزيلات على الألبسة الشتوية، وخاصة عندما تقوده نسب التنزيلات الموضوعة على واجهات المحال والتي توحي له بأنه سيكون قادرا على شراء أكثر من قطعة ملابس في الوقت ذاته، ليصدم بالحقيقة المرة بأن الأسعار ما زالت لا تناسب قدراته المادية المتواضعة، فكيف توضع نسب التنزيلات ومن الجهة المسؤولة عن مراقبة التقيد بالنسب الموضوعة، وتحديد السعر الذي يتم على أساسه اقتصاص النسبة منه في ظل التغيرات التصاعدية الدائمة للأسعار .

السيد نمير صاحب أحد المحال التجارية في سوق هنانو، قال: إن تكلفة إنتاج القطعة مرتفعة من المصدر ونحن نضع هامش ربح عدا عن التكاليف المختلفة، وأن موسم التنزيلات بالنسبة للألبسة يعد أمرا حساسا، وتوجد عدة أمور تلعب دورا به منها الموضة وتحديد البضائع التي تحتاج إلى تصريف كي لا تصبح كاسدة، والبضائع التي يمكن تخزينها لبيعها خلال الموسم القادم، كما أن للكلفة وسعر الصرف دورا كبيرا في ذلك، حيث ارتفعت أسعار الألبسة خلال الموسم تباعا نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات عدة مرات، وارتفاع أسعار النقل والرواتب والأجور وغير ذلك خلال أشهر الشتاء، ليعود السعر خلال موسم التنزيلات إلى ما كان عليه في بداية الموسم، فيحاول التاجر بشكل شبه دائم أن يصرف الموسم القديم بالكامل مع الحفاظ على رأس المال وهامش ربح بسيط لقاء تجميد رأس المال لعدة أشهر متتالية، أن كل ما سبق له دور كبير في عدم انخفاض سعر السلعة بشكل كبير يرضي المواطن، رغم أن الأسواق شهدت انخفاضا خلال موسم التنزيلات الحالي، وذلك لوجود أولويات أخرى للأسرة السورية كالغذاء والطبابة والتعليم وغير ذلك، وهذا ما يؤدي إلى انخفاض حجم الإنفاق على الملابس.

السيد عبد اللطيف موظف باللاذقية ولديه ثلاثة شباب قال: إذا كانت النسب الربحية المسموح بها للتجار من قبل مديريات الأسعار تسمح أن تصل نسب التنزيلات إلى 70 بالمئة في الأسواق؟ فيستحيل لأي تاجر أن يبيع بأسعار تقل عن رأس المال، كما أن وزارة التجارة الداخلية منعت أي تاجر من القيام بتنزيلات من دون الحصول على موافقة يتم بموجبها تحديد حجم التنزيلات وذلك كي لا تكون الأسعار وهمية، حيث أن نسب التخفيضات المرتفعة الموجودة بالأسواق تفضح أرباحهم التي يتقاضونها خلال الموسم، وهنالك وجود خلل بمراقبة أسعار الألبسة وذلك نظرا لعدم وجود عناصر حماية مستهلك كافين في الأسواق، ارتفاع اﻷسعار هو نتيجة جشع التجار وغياب الرابة التموينية، والزعم بأن كل تاجر يسعر على هواه.

السيدة هويدا من سكان ريف اللاذقية أوضحت لنا وقالت: ان ستوكات الملابس هي التي تحوي بعض العيوب سواء بالتصميم أو بنوعية المادة المنتجة أو أحيانا تكون ممزقة بعض الشيء وتحتاج إلى تصليح صغير، كما أنه ليس شرطا أن جميع الستوكات تحتوي على عيوب، بل أحيانا يكون مضى على شرائها وقت طويل ولم تباع، فيتم جمعها وبيعها بأسعار منخفضة للتخلص منها فيطلق عليها ستوكات الألبسة، فمصير هذه النوعية من الملابس أن يتم بيعها بالجملة إما لورشات خياطة تعيد إصلاحها بالشكل المناسب لتباع كبضاعة جيدة، أو بيعها للبسطات والتي تعرضها بعيوبها وتضيف عليها مربحا رمزيا، وأحيانا الزبائن تطلبها بشكل مباشر كون أسعارها تنخفض بمقدار النصف عن الألبسة الجيدة، وزاد لهيب الأسعار منذ منتصف تموز الماضي، وشمل جميع السلع والمواد الغذائية، بعد رفع أسعار المشتقات النفطية وبالتزامن مع زيادة الرواتب والأجور، وأن سبب الارتفاع يعود لارتفاع تكاليف الكهرباء الصناعية التي أصبحت 12 ضعفا عن العام الماضي، مثل حوامل الطاقة، الجمارك، الضرائب، وسعر الصرف، وأن الأسعار لا تناسب رواتب الموظفين، والألبسة خلال السنوات الأخيرة أصبحت رفاهية.

السيدة سهير من ريف اللاذقية تقول: إن أسعار الملابس الشتوية في محافظة اللاذقية أصبحت خرافية ولا تصدق، أنها قفزت 4 أضعاف عن الموسم الماضي، يكفي أن نعرف أن سعر أي بدل لطفل في الصف الأول سيتجاوز راتب موظف من الدرجة الأولى لمدة شهر ونيف، وسعر البيجامة النسائية وصل إلى 500 ألف ليرة، والبلوزة 250 ألف ليرة كحد أدنى، والحذاء الرياضي تجاوز سعره ، وان ادعاء مديرية التجارة الداخلية بمحافظة اللاذقية، بان آليات التسعير، مراقبة ومتابعة هو ادعاء باطل، وعمليا لا يوجد إجابة وافية حول ارتفاع اﻷسعار وخلفياته وحقيقته وقصصه.

السيد شاهين صاحب أحد المحال باللاذقية أوضح لنا : أن ارتفاع أسعار الملابس يرجع لعدة أسباب أهمها ارتفاع سعر الدولار وتبدل الأوضاع الاقتصادية سنويا ويوميا، بالإضافة إلى أن المصاريف ازدادت عليهم مثل: أجرة المحل، رواتب الموظفين، وأن الكثير من المحال ازداد أجارها أربعة أضعاف عن العام الماضي أما بالنسبة لموضوع البضائع المخزنة فلا يستطيعون بيعها بسعر منخفض لأن خسارتهم ستكون حتمية، وأن أسعار الملابس الشتوية ازدادت مئة بالمئة عن أسعار العام الماضي والسبب يعود لارتفاع تكاليف الألبسة حيث أن المواد الأولية القماش والخيوط هي مستوردة، إضافة الى أن الحلقات التجارية تلعب دور كبير في اختلاف الأسعار وارتفاعها بشكل غير طبيعي، أي أن كل بائع يفرض السعر الذي يناسبه ويكون أكثر بضعفين على الرغم أن أسواق الجملة تبيعها بسعر مقبول، لقد كانت أسعار الملابس الشتوية في العام الماضي أقل بضعفين وخاصة في فترة التنزيلات ومع ذلك لم يكن الإقبال على شرائها كبير، ما جعل البضائع تبقى لدى أصحابها.

السيدة ميساء اشارت إلى فكرة تدوير الملابس، وهي فكرة سادت في ظل الظروف المعيشية القاسية، حيث يعطى الأبن الاصغر، ملابس أخيه الاكبر عمرا، ويتكرر ما يجري كل عام، لكن كل عام أسوأ من الذي سبقه، في ظل ضعف الرواتب واﻷجور، وأحد خيارات السكان تفضيل شراء الملابس الستوك، حيث تعد ستوكات الملابس هي التي تحوي بعض العيوب سواء بالتصميم أو بنوعية المادة المنتجة أو أحيانا تكون ممزقة بعض الشيء وتحتاج إلى تصليح صغير، كما أنه ليس شرطا أن جميع الستوكات تحتوي على عيوب، بل أحيانا يكون مضى على شرائها وقت طويل ولم تباع، فيتم جمعها وبيعها بأسعار منخفضة للتخلص منها فيطلق عليها ستوكات الألبسة، رغم إن هذه النوعية من الملابس يتم بيعها بالجملة إما لورشات خياطة تعيد إصلاحها بالشكل المناسب لتباع كبضاعة جيدة، أو بيعها للبسطات والتي تعرضها بعيوبها وتضيف عليها مربحا رمزيا.