لكل السوريين

محافظة السويداء.. غياب الخدمات العامة واستقالات جماعية

السويداء/ لطفي توفيق

تقدّم غالبية أعضاء المجلس البلدي في قرية ريمة اللحف بريف السويداء الغربي باستقالتهم في خطوة تضاربت أسبابها، واختلفت آراء أهالي القرية حولها.

وتحت عنوان “سامحونا يا أهلنا” قدّم أحد أعضاء المجلس استقالته، وأعلن أنها جاءت بسبب “عدم التمكن من حل مشكلة مياه الشرب في القرية بتامين غاطس بديل للبئر المغذي للقرية، علماً أن عطل الغاطس تجاوز الثلاثة أشهر”.

وقوبل قرار الاستقالة بترحيب من أهالي القرية معتبرين أنه قرار جريء في ظل تفاقم معاناتهم من أزمة مياه الشرب، والتقاعس عن إيجاد حلول لها.

وبعد ساعة على هذه الاستقالة، تقدّم ستة من أعضاء المجلس باستقالة جماعية بسبب “تفرّد رئيس المجلس بقراراته دون علم المجلس، وعدم دعوة المكتب التنفيذي لتنفيذ القرارات المتخذة من قبل المجلس”، وهو ما نفاه رئيس المجلس البلدي في تعليقه على قرار الاستقالة.

وتباينت ردود فعل أهالي القرية حول هذه الاستقالة بين من اعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن قال إنها هروب من المسؤولية، فيما أشارت معظم تعليقات الأهالي إلى أن المستقيلين لم يحمّلوا المسؤولية للجهات التي يفترض أن تتحملها، وهي الإدارة المحلية ومؤسسة المياه.

الاستقالات ليست جديدة

أشرت الاستقالات الجديدة إلى استمرار غياب الحلول لتحسين الواقع الخدمي المتردي بالمحافظة حيث استفحلت أزمات متعددة تصدرتها مشكلة المياه في ظل غياب دور الدولة الرعائي.

وكان نائب رئيس مجلس بلدية نمرة شهبا بريف السويداء الشمالي قد أعلن عن استقالته الشهر الماضي، وكتب منشوراً مطولاً على صفحته شرح فيه أسباب الاستقالة، وقال إنه فعل وزملاؤه كل ما في وسعهم لتحسين الواقع الخدمي، لكن “للأسف اصطدمنا بواقع سيء نحن سببه”.

وكانت نمرة شهبا، قد شهدت حراكاً احتجاجياً ملفتاً في مطلع العام الماضي للمطالبة بتوفير مياه الشرب والمحروقات، ولكنها مازالت تزال تعاني من أزمة المياه حتى اليوم.

وخلال انتخابات المجلس المحلي الأخيرة في البلدة، انسحب معظم المرشحين لهذه الانتخابات بسبب إقصاء أحد المرشحين وفرض بديل عنه.

ورغم أن من تبقى في المجلس من المرضي عنهم، إلّا أنهم حاولوا معالجة الكثير من المشاكل التي تواجهها البلدة، وأفسحوا المجال للجنة أهلية لمتابعة الواقع الخدمي معهم.

لكن كل جهودهم لم تفلح في تحسين واقع الخدمات المتردي في البلدة، كما في جميع أرجاء المحافظة، وهذا ما أثار استياء واسعاً بين الأهالي من المتوقع أن يولّد احتجاجات جديدة، مما دفع نائب رئيس البلدية لاتخاذ هذه الاستقالة كخطوة استباقية.