لكل السوريين

تراجع عملهم.. الكوليرا تلقي بظلالها على أصحاب المأكولات الشعبية

حماة/ جمانة خالد

تراجعت حركة البيع إلى أكثر من النصف في محال الوجبات السريعة في العاصمة حماة بسبب انتشار الكوليرا، فضلاً عن تعميم وزارة الصحة السورية بمنع تقديم الخضراوات الورقية للحد من انتشار المرض.

ويقول صاحب محل فلافل في حي الدباغة، ويلقب بـ أبو راشد “ما كان ناقصنا غير الكوليرا بعد كورونا” مضيفاً أنَّ مبيعات محله انخفضت إلى أكثر من النصف منذ بدء الحديث عن الكوليرا وانتشارها في بعض المناطق السورية.

ومطلع أيلول الماضي انتشرت الكوليرا في سوريا بشكل كبير وحذرت الصحة العالمية من كارثة إنسانية في سوريا وقال مسؤولون في المنظمة فيما بعد، إن تفشي الكوليرا في سوريا منتشر في 10 محافظات وينتشر في جميع أرجاء البلاد.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت في منتصف شهر أيلول الفائت، من خطر انتشار الكوليرا في سوريا “مرتفع للغاية” خصوصاً بعد تسجيل إصابات في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ العام 2009.

وسجلت وزارة الصحة السورية 426 إصابة كوليرا في 10 مدن سورية، و33 حالة وفاة، حتى تاريخ 28 أيلول الفائت.

ويواجه أصحاب محال عدة في حماة مصيراً مشابهاً لمصير أبو راشد، إذ أدى مرض الكوليرا إلى عزوف المستهلك عن شراء وجبات الفلافل وغيرها من الوجبات التي تحتوي على الخضروات الورقية.

ويوضح بائع الفلافل، أن الزبون لا يرغب في شراء سندويشة الفلافل بدون نعنع وبقدونس وبندورة وخضروات أخرى تضاف عليها، وهو ما منعته مديرية صحة حماة، لذلك عمد أبو راشد إلى بيع الفلافل بدون أي نوع من الخضروات، “فقط فلافل وطحينة”، وهو ما لا يرغب فيه الزبون، كما قال.

ويقتصر عمل أبي راشد اليوم على بيع “الفلافل الفرط”، بحسب تعبيره، ويقول “الناس أضحت تشتري الفلافل بالحبة بدلاً من السندويش، مشيراً إلى أنه يفكر في حال تفاقم وضع الكوليرا في إغلاق محله ريثما تتحسن حركة السوق أو ينتهي مرض الكوليرا.

بينما لجأ أبو محمد، 50 عاماً، وهو صاحب محل فلافل في حماة بالقرب من السوق الطويل وسط حماة إلى بيع سندويش الفلافل والبطاطا وبقية الأنواع الأخرى مع إضافة المخلل فقط، ويقول “مع ذلك الناس لا ترغب في شراء السندويش بدون خضراوات”.

وتبين تخلي معظم السوريين عن شراء الوجبات التي تحتوي على الخضراوات، وقال أحد سكان حماة وهو عامل مياومة “نجتمع هنا في هذه الساحة يومياً قرابة عشرة عمال، وكنا نفطر في أحيان كثيرة سندويش فلافل، إلا أننا تخلينا عن تلك الوجبة منذ بدْء الحديث عن الكوليرا”.

ووسط نظام صحي متهالك، وخدمات سيئة، يتخوف سكان حماة من تفشي الكوليرا ما دفع بكثير من السكان ليس فقط للاستغناء عن الوجبات السريعة، إنما لعدم شراء الخضراوات الورقية الموجودة في الأسواق.