لكل السوريين

الاحتلال التركي يتسبب بتسمم الأهالي في كوباني

لايزال أهالي القرى الواقعة على ضفاف نهر الفرات يعانون من جرائر سياسات تركيا في إيقاف جريان نهر الفرات والتحكم بمخزونه بشكل دوري في كل عام مع قدوم فصل الصيف، والذي يؤدي في نهايته إلى تلوث مياه النهر.

تستمر دولة الاحتلال التركي بسياساتها الهمجية ضد شعوب شمال وشرق سوريا بشتى أنواعها وسبلها لاسيما السياسة اللاإنسانية في استفزاز الأهالي بمياه الشرب كما فعلت في مياه محطة علوك وخفض منسوب جريان نهر الفرات الذي تسبب بمشاكل جمة كان من بينها انقطاع الكهرباء، والآن تعاني القرى الواقعة على ضفاف النهر غرب كوباني من تلوث النهر جراء توقف جريانه لأشهر عديدة.

وشكل الانخفاض الحاد الذي افتعلته تركيا في مياه نهر الفرات بقعًا تحولت إلى مستنقعات لا حياة فيها وبؤر للأوبئة بسبب توقف جريان النهر لمدة تجاوزت الأشهر.

ولأن أهالي عدد من القرى الواقعة على الضفة الشرقية للنهر غرب مدينة كوباني يعتمدون على مياه النهر في تأمين ما يلزمهم من مياه الشرب، تعرض الكثيرون لحالات تسمم ناتجة عن استهلاك مياه ملوثة.

يقول حنيف أحمد وهو أحد أعضاء الكادر الطبي في مستوصف ناحية القنايا غرب مدينة كوباني بأن “المستوصف يتوافد إليه شهريًّا ما بين الـ200 إلى الـ300 حالة إسهال وتسمم جراء الاستحمام أو شرب هذه المياه”.

وأضاف “هناك قرى أخرى تأتي لتعبئة مياه الشرب عبر الخزانات كنا قد وزعنا حبات الكلور لكي يضعوها في خزاناتهم لكن البعض لم يفعل، ولا نزال نوزع هذه الحبات التي تقي من التسمم والتحسس الناتجين عن شرب هذه المياه والاستحمام بها”.

وناشد حنيف أحمد الأهالي بعدم شرب المياه قبل تعقيمها أو قبل وضع حبات الكلور فيها وقايةً لهم من التسمم والأمراض التي قد تنتج عنها.

وتعتبر البرك التي نجمت عن انخفاض منسوب المياه السبب الرئيسي في تلوث مياه النهر ما يؤدي إلى إصابة الأطفال على وجه الخصوص بأمراض عديدة من بينها الإسهال والتحسس الجلدي.

وقال لامو علي من أبناء قرية بير اللوص “ذهبنا إلى نهر الفرات للاصطياف وتوقعت أن تكون المياه ملوثة لكن لم أتوقع أن تصاب ابنتي ذات العامين بالتحسس الجلدي، أخذتها الى الطبيب حتى شفيت، وأكد الطبيب لي أن هذه الحساسية هي من المياه الملوثة”.

وناشد لامو الأهالي للحذر من مياه نهر الفرات في الوقت الراهن.

وفي سياق متصل، قال محمود جول بكي مدير دائرة المياه في ناحية بندر غرب كوباني تعليقًا على الموضوع “نحن بصدد إنجاز مشروع توسيع وتجهيز مياه منطقة تل العبر وهو مشروع يغذي القرى التي لا توجد فيها مياه الشرب”.

وأضاف “الأهالي يقومون بتعبئة المياه من النهر بشكل مباشر ويستعملونها للشرب وهذا خطأ، لقد وزعت الإدارة حبوب الكلور على البلديات لتجنب الإصابة بالأمراض لكنهم يهملون ذلك”.

كما وأشار إلى أن “المياه التي تخرج من مضخاتنا تمر بعدة مراحل تعقيم وهي مياه مؤهلة للشرب، بينما ما يتم تعبئتها من الفرات فهي لا بد أن تسبب التلوث لأن النهر ملوث في الوقت الراهن”.

وفيما يخص إنجاز المشاريع قال جول بك “في الأشهر القليلة القادمة سننجز المشاريع الخاصة بتلك القرى وقد تأخر العمل فيها بسبب سوء التمديد الذي كانت الحكومة السابقة قد أنجزته”.

وتسعى مؤسسات الإدارة الذاتية إلى الحفاظ على الأهالي من السياسات اللاإنسانية الممارسة من قبل الحكومة التركية، فمن توزيع حبوب الكلور، التي تعقم خزانات المياه، مجانًا على المواطنين، إلى الإسراع في تمديد شبكة لمياه الشرب في أكثر من 153 قرية غرب كوباني، وتعمل الإدارة جاهدة على تجاوز هذه المشاكل التي ترهق السكان.