لكل السوريين

في ظل حراكها الشعبي السلمي المستمر.. السويداء تحيي ذكرى رحيل قائد الثورة السورية الكبرى

السويداء/ لطفي توفيق

شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، المظاهرة المركزية الأسبوعية التي أكدت على استمرار الحراك الشعبي السلمي الذي انطلق منذ ما يزيد على السبعة أشهر للمطالبة بالحرية والتغيير السياسي.

ودخلت الوفود من مختلف مدن وبلدات وقرى المحافظة إلى الساحة دون رفع أعلام او رايات، بما يشير إلى إصرار المحتجين على الوقوف بوجه محاولات شق صفوفهم، وإبقاء الساحة منبراً للجميع على اختلاف توجهاتهم السياسية، والحفاظ على زخم الحراك الشعبي وتألق الساحة.

وكتبت شعارات الحراك وعبارات الحرية والعدالة والكرامة على الأكف التي كانت لافتات المحتجين هذا الأسبوع، إضافة إلى أصواتهم التي صدحت بالأهازيج الشعبية والثورية.

ولعل الصرخة التي أطلقتها إحدى السيدات المشاركات في المظاهرة، تلخص مطالب الحراك الشعبي حيث قالت “انطلق حراكنا السلمي الحضاري بسبب القهر والظلم الذي شهدناه منذ عشرات السنين، ونريد تأمين مستقبل آمن وسعيد لأولادنا.

وحمل المحتجون صور قائد الثورة السورية الكبرى بمناسبة ذكرى رحيله، إلى جانب صور “شهيد الواجب” جواد الباروكي، أول ضحايا الحراك المدني السلمي في المحافظة.

إحياء ذكرى القائد

استجابة لدعوة اطلقها نشطاء الحراك في بلدة القريّا، توافد المئات من مختلف أرجاء المحافظة

لإحياء الذكرى السنوية الثانية والأربعين لوفاة القائد العام للثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الأطرش، باحتفال تحول إلى مظاهرة طالبت بالحرية والتغيير السياسي.

وجدد المحتشدون أمام الصرح التذكاري للقائد، التأكيد على المبادئ التي ناضل من أجلها، والمتمثلة باستقلال البلاد، ووحدتها، وطرد كافة القوى الأجنبية من أراضيها.

وتعالت هتافاتهم المنددة بالوجود الأجنبي على الأراضي السورية، ورفعوا شعار “الدين لله والوطن للجميع”، الذي كان عنوان الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي في عام 1925.

واعتادت فعاليات سياسية واجتماعية في السويداء أحياء هذه الذكرى كل عام، حيث تحوّل قائد الثورة إلى رمز وطني على امتداد الساحة السورية.

وكان الحضور في هذا العام الأكثر زخماً منذ سنوات، في ظل ما تشهده المحافظة من حراك شعبي سلمي مستمر.

إعادة دور المدرسة

حوّل نشطاء الحراك السلمي في بلدة سليم شمال السويداء، مقر الفرقة الحزبية في البلدة إلى مدرسة تقدم فيها فعاليات علمية وثقافية.

ونشرت صفحة “شباب سليم” التي يشرف عليها نشطاء الحراك في البلدة تدوينة بعنوان “بالعلم وحده تبنى الأوطان ويرقى الإنسان”، ذكرت فيها أنه تمت استعادة المدرسة وإعادة تأهيلها “لتستعيد مكانتها وإرثها التعليمي والتربوي”.

وذكرت الصفحة، أن هذا المقر كان أول مدرسة بنيت في البلدة في منتصف أربعينيات القرن الماضي.

وأشارت إلى أنه ستجري إقامة دورات تعليمية للطلاب، وستشهد المدرسة تنظيم فعاليات علمية وثقافية متعددة، بعد افتتاحها الرسمي في وقت قريب.

وكان نشطاء الحراك السلمي في البلدة، قد اغلقوا مقر الفرقة الحزبية في شهر ايلول الماضي، ونقلوا كافة محتوياتها إلى منزل أمين الفرقة بعد إجراء عملية جرد دقيقة للمحتويات، دون حدوث أي عمليات نقص أو تخريب كما يشاع.