لكل السوريين

مع حلول شهر رمضان.. الأسعار جنونية والمستهلك يشتري بالحبة في حلب

حلب/ خالد الحسين

يتساءل بعض الأهالي في مدينة حلب حول الارتفاع الشديد الذي حلَّ على أسعار المواد الأساسية والاستهلاكية والخضار والفواكه بشكل مفاجئ موجهين بذلك رسالةً واضحة للتموين و وحدة حماية المستهلك للتدخل لضبط الأسعار. وتشهد أسواق حلب حالة من الاحتكار وانفلات الأسعار مع دخول شهر رمضان، ويعاني سكان في حلب من الارتفاع المستمر في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية اليومية، إذ تختلف الأسعار بين ليلة وضحاها، ما دفع أصحاب المحال وبسطات الخضار لإزالة يافطات الأسعار عن بضائعهم ومحتويات بسطاتهم من الخضار والفواكه والتحكم بالسعر وفقاً لرغباتهم دون حسيب ولا رقيب، بحسب عدد من سكان حلب.

ويصف مراقبون في حلب وضع الأسواق والأسعار بـ”الأسوأ” منذ عشرة أعوام، إذ لم يصل مستوى الأسعار لما هو عليه اليوم، فبلغ سعر كيلوغرام البندورة 4000 ليرة والفاصولياء 15 ألف ليرة، والخيار 9000 والفليفلة 8000 ليرة وحتى الخسة أصبحت بـ2000 ليرة (الدولار = نحو 7800 ليرة).

وحسب بيان برنامج الأغذية العالمي الصادر في العام  2021، يعاني حوالي 12.4 مليون شخص – ما يقرب من 60 في المائة من سكان سورية – من انعدام الأمن الغذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.

يقول محمد حسن (47 عاماً)، وهو من سكان حي كرم البيك ، لــ”السوري”: “بتنا لا نعرف ماذا نشتري وماذا نأكل، فالأسعار تختلف بين الصباح والمساء، ناهيك عن أسعار بعض المواد الغذائية التي وصلت لحدود لا تصدق كسعر كيلوغرام البامية اليابسة الذي يصل إلى 60 ألف ليرة، وحبة البندورة بـ500 ليرة”.

ويؤكد في حديثه أنَّ أسرته لم تعد قادرة على تأمين مستلزمات شهر رمضان كما كانت تفعل في الأعوام السابقة. إذ تشير الأرقام المتداولة إلى أنَّ احتياجات أسرة مكونة من 5 أشخاص تكلف 500 ألف ليرة لشراء حاجياتها من سلة رمضان بالحد الأدنى.

أما مهدية محمد (50 عاماً)، وهي أم لأسرة مكونة من سبعة أشخاص وتقطن في حي الفردوس بحلب، فتشعر بحالة من اليأس والحيرة لدى ذهابها للسوق، تقول لـ”السوري”: “منذ يومين اشتريت كيلوغرام البرغل بـ4500 ليرة، واليوم أصبح سعره 5500 ليرة”.

وتتحدث السيدة الخمسينية بحرقة لدى سؤالها عن الأسعار في شهر رمضان، وتجيب: “لا نعرف كيف نتدبر أمورنا في هذا الشهر الفضيل”.

وتضيف: “تخيل جلت السوق بأكمله ولم أعثر على مادة الطحين”. إذ تستخدم الأسر الحلبية الطحين بكثرةً خلال شهر رمضان لصناعة مختلف أنواع الحلويات.

وتوضح محمد أنهَّا باتت لا تعرف ماذا تُطعم عائلتها في ظل عدم قدرتها على شراء حتى الخضار وليس اللحوم التي افتقدتها الأسرة منذ سنوات، وتقول “اللحمة بتنا لا نأكلها إلا في الأعياد”.

يرجع بعض الباعة وأصحاب المحال ارتفاع الأسعار إلى تجار الجملة. وقال حسام مندلي ، وهو صاحب محل خضار في حي باب جنين بحلب، لـ”العربي الجديد”: “لا يوجد استقرار بسعر أي مادة، كل يوم سعر، لذلك لم أعد أشتري كميات كبيرة لمحلي، إنما كميات أقل من نصف ما كنت أشتريه قبل أسبوع”.

وأضاف أنه مضطر لرفع أسعار بضاعته بما يتوافق مع قيمة شرائها المرتفعة من سوق الهال، إذ يشتري بضاعته بالجملة وبأسعار مرتفعة، مضيفاً أنَّ حركة البيع قليلة رغم وجود أناس يجولون في السوق لكنهم لا يستطيعون الشراء، وهناك من يشتري بالحبة وليس بالأوقيَّة.