لكل السوريين

السكن الجامعي في جامعة تشرين بين ابتزاز الطلاب وسرقتهم

اللاذقية/ سلاف العلي 

يذكر إلى أن قطاع التعليم في سورية شهد العديد من التجاوزات تمثلت بالفساد المالي والإداري ضمن الجامعات، تمثل في تزوير مئات الشهادات الجامعية وبيعها مقابل مبالغ مالية وشراء مواد واستخراج أوراق مزورة، وهذا نتيجة طبيعية لحرب طحنت كل شيء على مدى سنوات، الفقر والعوز دفع الكثيرين لارتكاب موبقات، وابتزاز الموظفين للطلاب، يواجه أغلب طلاب الكليات والمعاهد السورية صعوباتٍ في النجاح بسبب الفساد المنتشر نتيجة غياب القانون في ظل الانفلات الأمني وغلاء الاسعار.

بيع وشراء المواد الجامعية أصبح حديثا عاماً لا يخجل منه أحد، يتداوله الطلاب وأساتذة الجامعات في السر والعلن، فويلات الحرب خلفت نتائج سلبيةً كثيرة، وقطاع التعليم أحد المتضررين الكبار.

موظفو شؤون الطلبة وإدارة السكن الجامعي بجامعة تشرين، قصة أخرى مختلفة في الفساد، فعدا عن التأخير المقصود بحجة انقطاع النت عن الجامعة، هنالك صعوبة تأمين سرير واحد الا بالدفع ومبالغ مقبول يمكن ان يصل الى 200 ألف ليرة، وهنا كان لنا وقفة في السكن الجامعي امام مهزلة حقيقية تحدث وعلى مدى سنوات ودون أي وازع او ضمير تتعلق بالكهرباء والماء وأدوات الغرف.

من غير ممكن تصور القصص بهذا الامر، يأتي الطالب او الطالبة ويسجلون على السكن الجامعي، وعندما يحصل على الغرفة أو السرير، يوقعونهم على وصل استلام , لمختلف الأدوات واللوازم بالغرفة, والاشياء المنزوعة يستلمونها مضروبة اوغير سليمة تماما , مع الوعود بتصليحها, ويمضي العام الدراسي ولن يتم تصليحها, ومن ثم عندما يقومون بتسليم الغرف يغرمونهم بالأشياء المنزوعة قبل سكنهم ولم يتم تصليحها , ففي جميع الغرف تقريبا  لا تعمل فقسات الكهرباء ولا البرايز واللمبات معطلة جميعها والحنفيات اما مضروبة او منزوعة من مكانها.

والأغرب بالموضوع أن دوش الحمام وحنفياته كلها مضروبة وكل سنة يغرمون كل الجناح في كل طابق بالدوش, لأن أكثر الطلاب لا يتحممون الا عندما يرجعون الى اهاليهم , والطلاب من المحافظات البعيدة يلجأ بعضهم الى حمامات السوق أن توفرت أو إلى حمامات بعض المعارف والأقرباء وخاصة الطالبات, لنتخيل أو نتصور هذا الدرب للفساد كم يدر على أصحابه.

فالسكن الجامعي أو المدينة الجامعية فيها عدد من الوحدات وكل وحدة عدد من الغرف وكل غرفة عدد من الطلاب, وعلى امتداد السنوات يغرمون الطلاب بهذه المواد, يا الهي ما هذا؟ ما المبلغ الذي يجمعونه من طلاب فقراء ومعترين لأن من يسكن بالسكن ببساطة معظمهم من الطلاب المعترين او الطلاب البعيدين عن المحافظة او من محافظات اخرى؟ والى جيوب من تذهب هذه؟ ان هذه الرواية السوداوية كانت خلاصة لحوارات مع مجموعة من الطلاب والطالبات.

لا يبحث طلاب جامعة تشرين عن حلول لمشاكلهم الدراسية المعقدة، فالهم الأكبر بالنسبة لهم الخروج من هذا الجحيم الذي لا ينتهي، القصص المنتشرة عن الفساد في كل الجامعة لكن المجاهرة في الفساد والخوف من الحديث عن الموضوع يعتبر سيد الموقف، فالأمر مرتبط بقرارات عليا كما هو متداول، قرارات ارتأت تحويل مهمة صرح علمي من تخريج كوادر علمية متخصصة، إلى مجرد مرتع للسرقة والنهب يستهدف طالبا لا حول له ولا قوة.