لكل السوريين

الحوار حجر الزاوية لإثراء الحياة السياسية

إن النظرة المتأملة في أغلب الازمات السياسية سنجد أن أساسها هو انقطاع سبل و أدوات الحوار وذلك لأسباب عديدة منها ما هو ناتج عن عدم التوفيق في تقدير الموقف ومنها ما هو متعمد ومنها أيضا ما هو بدافع المؤامرة الخارجية للوقيعة بين نسيج الشعب الواحد، لكن مع تعدد الأسباب و تنوعها سنجد أنه لو كان هناك حوار وتقبل واستيعاب لجميع الآراء لربما كان هذا الحوار اجراء وقائي للعديد من الأزمات وهذا ليس مقتصرا على السياسة فقط، ولكن يشمل أيضا إدارة المؤسسات والإدارة والكيانات الكبيرة، فالإشاعة تنتشر وتتوغل و ينتج عنها أزمة رغم أنها ما كانت لتنتشر لو أن هناك مساحة من الحوار.

من هنا ننتقل إلى مرحلة تقبل الآراء، فليس كل مؤيد على حق، وليس كل معارض على باطل، إنما خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف ونتحاور ونختلف ونتفق وهنا يكون الإثراء لأي قضية سواء كانت سياسية أو غير سياسية، فلماذا لا نختلف في الرأي أو في الأدوات ما دمنا نتفق في المضمون، فكم من المرات حاورت من هو مختلف معي في الرأي وكان له وجاهته ودوافعه التي جعلتني أرى الأمور بزاوية مختلفة وحتى إن كنا لم نتفق لكننا سنظل في حوار إلى أن نتوافق.

لذلك فالحياة السياسية السورية حجر الزاوية لإثرائها هو الحوار القائم على النقاش لتحقيق الهدف، وليس الجدال لإرضاء نرجسية أي طرف وتكون محدداته إننا سواء اتفقنا أو توافقنا أو اختلفنا، فلن يكون أي مبرر للتخوين أو للتنمر فنحن أولا وأخيرا أبناء وطن واحد هدفنا الأسمى هو بناء هذا الوطن ولنا في شبابنا.

والسياسيين نموذج ناجح وهو نواة إثراء الحياة السياسية في سوريا، فنحن رغم اختلافاتنا المتعددة إلا أننا ننجح دائما في الخروج بمنتج ربما يكون متعدد الأوجه لكنه ينال احترام الجميع.

إن سورية تستحق منا أن نؤثرها على أي مصالح أو أيدولوجيات ويكون استقرارها وبناءها هو الهدف الأسمى.

عبد الرحمن العيسى